• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

إعادة بناء الكتاب المفقود "أخبار علي ابن عساكر تأليف ابنه القاسم"

أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/9/2016 ميلادي - 5/12/1437 هجري

الزيارات: 13121

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إعادة بناء الكتاب المفقود

"أخبار علي ابن عساكر تأليف ابنه القاسم"

 

مِنْ صور البر الجميلة أنْ يقومَ ابنٌ بتأليف كتابٍ عن أبيه، يذكرُ فيه أخبارَه، وآثارَه، وهو بهذا يقدِّم خدمة جليلة رائعة للعلمِ، وللأخلاقِ الناصعة.

ولقرب الابنِ من أبيه يكون كتابهُ مِنْ أوثقِ الكتب عنه.

ومن الأبناء الذين قاموا بهذا العمل العلمي الأخلاقي النبيل في عهد مبكِّر: الحافظ ابن الحافظ: القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي (527-600هـ)، فقد وضع كتابًا في أخبارِ والدهِ مؤرِّخِ دمشق الشهير[1]، وصار عمدةً في أخباره.

وكان وضعه له بعد وفاة والده (التي كانت سنة 571هـ)، وقد عاش بعده (29) سنة.

وممّا يُؤسفُ عليه عدمُ العثور على هذا الكتاب، لكني رأيتُ ياقوتًا الحموي (المتوفى سنة 626هـ) والذهبي (المتوفى سنة 748هـ) قد ذكراه، ونقلا منه نصوصًا مهمة، بل عولا عليه في ترجمة الحافظ، -وليتهما أورداهُ كاملًا-.

ويبدو مِنْ سياق ترجمة الحافظ عند تاج الدين السبكي أنه وقفَ عليه، ولكنه لم يُصرِّحْ بذلك.

وقد أحببتُ -إحياءً لهذا الكتاب، ولهذا المنزعِ الأخلاقي، وللتعريفِ بمضمونه- استخراجَ هذه النصوص، ونشرَها موضحةً مفتحةً مضبوطةً، في محاولة لإعادة بناء هذا الكتاب المفقود.

وبين ما نقله ياقوت ونقله الذهبي اشتراكٌ، وعند الذهبي زياداتٌ، تُلقي مزيدًا من الضوء على محتوى الكتاب، ولكن ظهر لي تصرُّفُهُ في النقل، ومِنْ ذلك في سياق المؤلفات، وعناوينِها، وأحجامِها.

كما إنه لم يُميّزْ بين ما أتمّهُ الحافظُ وما هو مشروعُ تأليفٍ، وهذا عند ياقوت واضح.

وسأبدأُ بنقلِ نصوصِ ياقوت، ثم أوردُ ما نقلهُ الذهبي، وأذكرُ في الحواشي جملًا مزيدةً من السبكي.

وأحسبُ أنّا بهذه النصوص نكونُ قد وصلنا إلى معظم الكتاب، إن لم يكن كله، ومن الله العون والتوفيق.

• • •


وقبل إيراد هذه النصوص أحبُّ أنْ أشيرَ إلى أمرٍ لطيفٍ آخر، وهو أنَّ القاسم برَّ أباه عليًّا، فسخرَ اللهُ له ابنَهُ الحافظَ عليًّا (الحفيد) يبرُّه بمثل ذلك البر، فقد كتبَ عليٌّ كذلك ترجمة لأبيه القاسم[2].

وهكذا كُوفِئ القاسمُ بما صَنَعَ في الدنيا قبل الآخرة.

• • •


قال ياقوت في ترجمة الحافظ علي ابن عساكر (499-571هـ)[3]:

"نقلتُ من جزءٍ عمله ولدُهُ أبو محمد القاسم بن علي في"أخبار والده" فقال":

• • •


(هو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين.

أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الحسن بن أبي محمد بن أبي علي، الشافعي الحافظ، أحد أئمة الحديث المشهورين، والعلماء المذكورين.

وُلِدَ في المحرم سنة تسع وتسعين وأربع مئة.

ومات في الحادي عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

وقد بلغ من السنِّ اثنتين وسبعين سنةً وستة أشهرٍ وعشرة أيامٍ.

وحضرَ جنازتَهُ بالميدان والصلاة عليه الملكُ الناصرُ صلاحُ الدين يوسفُ بنُ أيوب - رحمه الله - .

قال العمادُ: وكان الغيثُ قد احتبس في هذه السَّنة فدرَّ وسحَّ عند ارتفاع نعشهِ، فكأنَّ السماءَ بكتْ عليه بدمع وبلهِ وطشّهِ.

وسمَّعه أخوه سنة خمس وخمس مئة، وسمِعَ هو بنفسه مِنْ والده، وأبي محمد الأكفاني[4].

ورحلَ إلى العراق في سنة عشرين وخمس مئة، وأقامَ بها خمس سنين، وسمِعَ ببغداد من أبي القاسم بنِ الحصين وغيره.

وحجَّ في سنة إحدى وعشرين.

وسمع بمكة، ومنىً، والمدينة، وبالكوفة، وأصبهان القديمة، واليهودية، ومَرْو الشاهِجَان، ونَيسابور، وهَراة، وسَرْخس، وأبيورد، وطوس، وبِسطام، والرَّي، وزَنْجان[5].

 

قال[6]:

وعدَّة شيوخه ألف وثلاث مئة شيخٍ، ومن النساء بضع وثمانون امرأة.

وحدَّثَ ببغداد، ومكة، ونَيسابور، وأصبهان.

وسمِعَ منه جماعةٌ من الحفاظ ممَّنْ هو أسنُّ منه.

وروى عنه أبو سعد بنُ السمعاني فأكثر، وروى هو عنه.

ولمّا دخلَ بغداد سمِعَ الدرس بـ"النظامية" مدة مقامه بها، وعلَّقَ مسائلَ الخلاف على الشيخ أبي سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني.

وانتفعَ بصحبة جدّه أبي الفضل في النحو والعربية.

 

وجمَعَ وصنَّفَ، فمِنْ ذلك:

• كتاب[7] تاريخ مدينة دمشق وأخبارها وأخبار مَنْ حلَّها، أو وَرَدَها، في خمس مئة وسبعين جزءًا مِنْ تجزئة الأصل، والنسخة الجديدة ثمان مئة جزء.

• كتاب المُوافقات على شيوخ الأئمة الثقات، اثنان وسبعون جزءًا.

• كتاب الإشراف على معرفة الأطراف، ثمانية وأربعون جزءًا.

• كتاب تهذيب المُتلمس مِنْ عوالي مالك بن أنس، أحد وثلاثون جزءًا.

• كتاب التالي لحديث مالك العالي، تسعة عشر جزءًا.

• كتاب مجموع الرغائب ممًا وقع مِنْ أحاديث مالك الغرائب، عشرة أجزاء.

• كتاب المُعجم لمَنْ سمِعَ منه أو أجازَ له، اثنا عشر جزءًا.

• كتاب مَنْ سمِعَ منه مِنَ النسوان، جزء واحد.

• كتاب مُعجم أسماء القرى والأمصار التي سمِعَ، بها جزء واحد.

• كتاب مناقب الشُّبان، خمسة عشر جزءًا.

• كتاب فضل أصحاب الحديث، أحد عشر جزءًا.

• كتاب تبيين كذب المُفتري على الأشعري، عشرة أجزاء.

• كتاب المُسلسلات، عشرة أجزاء.

• كتاب تشريف يوم الجمعة، سبعة أجزاء.

• كتاب [بغية][8] المستفيد في الأحاديث السُّباعية الأسانيد، أربعة أجزاء.

• كتاب السُّداسيات، جزء واحد.

• كتاب الأحاديث الخُماسيات وأخبار [ابن][9] أبي الدنيا، جزء واحد.

• كتاب تقوية المُنّة[10]على إنشاءِ دار السُّنة، ثلاثة أجزاء.

• كتاب الأحاديث المُتخيَّرة في فضائل العشرَة، جزءان.

• كتاب مَنْ وافقتْ كنيتُهُ كنيةَ زوجتهِ، أربعة أجزاء.

• كتاب الأربعين الطوال، ثلاثة أجزاء.

• كتاب أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا مِنْ أربعين مدينةً، جزءان.

• كتاب الأربعين في الجهاد، جزء واحد.

• كتاب الجواهر واللآلي في الأبدال العوالي، ثلاثة أجزاء.

• كتاب فضل عاشوراء والمحرَّم، ثلاثة أجزاء.

• كتاب الاعتزاز بالهجرة، جزء واحد.

• كتاب المقالة الفاضحة للرسالة الواضحة، جزء واحد.

• كتاب رفع التخليط عن حديث الأطيط، جزء واحد.

• كتاب الجواب المبسوط لمَنْ أنكرَ حديثَ الهبوط، جزء واحد.

• كتاب القول في جملة الأسانيد في حديث يوم المزيد، ثلاثة أجزاء.

• كتاب طرق حديث عبد الله بن عمرو، جزء.

• كتاب مَنْ ما يكونُ مُؤتمنًا لا يكون مُؤذِّنًا، جزء واحد.

• كتاب ذكر البيان عن فضلِ كتابة القرآن، جزء واحد.

• كتاب دفع التثريب على مَنْ فسَّرَ معنى التثويب، جزء.

• كتاب فضل الكرَم على أهل الحَرَم، جزء واحد.

• كتاب الاقتداء بالصادق في حفر الخندق[11]، جزء واحد.

• كتاب الإنذار بحدوث الزلازل، ثلاثة أجزاء.

• كتاب ثواب الصبر على المُصاب بالولد، جزءان.

• كتاب معنى قول عثمان: ما تغنّيتُ ولا تمنّيتُ، جزء.

• كتاب مسلسل العيدين، جزء واحد.

• كتاب حلول المحنة بحصول الأُبنة، جزء واحد.

• كتاب ترتيب الصحابة في مسند أحمد، جزء واحد.

• كتاب ترتيب الصحابة في مسند أبي يعلى، جزء.

• كتاب مُعجم الشيوخ النبلاء، جزء واحد.

• كتاب أخبار أبي عمرو الأوزاعي وفضائله، جزء.

• كتاب ما وقع للأوزاعي من العوالي، جزء.

• كتاب أخبار أبي محمد سعيد بن عبدالعزيز وعواليه، جزء.

• كتاب عوالي حديث سفيان الثوري وخبره، أربعة أجزاء.

• كتاب إجابة السؤال في أحاديث شعبة، جزء واحد.

• كتاب روايات ساكني داريّا، ستة أجزاء.

• كتاب مَنْ نزل المِزة وحدَّثَ بها، جزء واحد.

• كتاب أحاديث جماعة مِنْ كفر سوسية، جزء واحد.

• كتاب أحاديث صنعاء الشام، جزءان.

• كتاب أحاديث أبي الأشعث الصنعاني، ثلاثة أجزاء.

• كتاب أحاديث حنش، والمطعم، وحفص الصنعانيين، جزء.

• كتاب فضل الربوة والنيرب، ومَنْ حدَّث بها، جزء.

• كتاب حديث أهل قرية الحميريين، وقبيبة[12]، جزء واحد.

• كتاب حديث أهل فذايا، وبيت أرانس، وبيت قوفا، جزء.

• كتاب حديث أهل قرية البلاط، جزء.

• كتاب حديث مسلمة بن علي الخشني البلاطي، جزءان.

• ومن حديث يسرة بنِ صفوان، وابنه، وابن ابنه، جزء واحد.

• ومن حديث سعد بن عُبادة، جزء.

• ومن حديث أهل زبدين، وجسرين، جزء واحد.

• ومن حديث أهل بيت سَوا، جزء.

• ومن حديث دُومة، ومسرابا، والقصر، جزء.

• ومن حديث جماعة مِنْ أهل حرستا، جزء.

• ومن حديث أهل كفر بطنا، جزء.

• ومن حديث أهل دقانية[13]، وجخراء[14]، وعين توما، وجديا، وطرميس، جزء واحد.

• ومن حديث جماعة مِنْ أهل جَوْبَر، جزء واحد.

• ومن حديث جماعة مِنْ أهل بيت لهيا، جزء واحد.

• ومن حديث يحيى بنِ حمزة البتلهي وعواليه، جزء.

• ومجموع مِنْ حديث محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي، جزءان.

• وفضائل مقام إبراهيم.

• ومن حديث أهل برزة، جزء.

• ومن حديث أبي بكر بن محمد بن رزق الله المنيني المقرئ، جزء.

• ومجموع من أحاديث جماعة أهل بعلبك، جزءان.

 

قال[15]:

• وأملى -رحمه الله- أربعَ مئة مجلس وثمانيةَ مجالس، في فنٍّ واحد.

• وخرَّج لشيخه أبي غالب بن البناء أحدَ عشر مشيخةً[16].

• ومشيخةً لشيخه أبي المعالي عبدالله بن أحمد الحلواني الأصولي، في جزأين.

• وخرَّج أربعين حديثاً مساواة الإمام أبي عبدالله الفَراوي في جزءٍ.

• ومصافحةً لأبي سعدٍ السمعاني أربعين حديثًا، في جزءٍ.

• وخرَّج لشيخه الإمام أبي الحسن السلمي سبعة مجالس، وتكلَّمَ عليها.

• وجزء آخر ما صنعه[17]: تكميل الإنصاف والعدل بتعجيل الإسعاف بالعزل.

• وكتاب فيه ذكر ما وجدتُ في سماعي ممّا يلتحقُ بالجزء الرباعي.

 

♦ ووجدتُ في أصوله علاماتٍ له على مُصنّفاتٍ عدةٍ[18]، منها:

• كتاب الأبدال، ولو تمَّ كان مقدارُه مئتي جزءٍ أو أكثر.

• وكتاب فضل الجهاد.

• ومسند مكحول وأبي حنيفة.

• وكتاب فضل مكة.

• وكتاب فضل المدينة.

• وكتاب فضل البيت المقدس.

• وكتاب فضل قريشٍ، وأهل البيت، والأنصار، والأشعريين، وذم الرافضة.

• وكتاب كبير في الصفات.

 

وأشياء غير ذلك تبلغ عدتُها أربعين مُصنّفًا.

ولما أملى -رحمه اللهُ- في فضائل الصدِّيق -رضي اللهُ عنه- سبعة مجالس ثم قطعها بإملاء مجالس في ذم اليهود وتخليدهم في النار، فجاء إليه صديقُنا أبو علي بنُ رواحة وقال له: رأيتُ الصدِّيقَ في النوم وهو راكبٌ على راحلة، فقلتُ: يا خليفة رسول الله قد أملى علينا الحافظُ أبو القاسم سبعة مجالس في فضائلك، فأشار إليَّ بأصابعهِ الأربع، فقال له والدي: قد بقيَ عندي ممّا خرجتُ ولم أمله أربعة مجالس، فأملاها.

ثم أملى في كلِّ واحدٍ من الخلفاء أحدَ عشر مجلسًا.

وكان -رحمه الله- مُواظبًا على صلاة الجماعة، مُلازمًا لقراءة القرآن.

وكان يختمُ في رمضان، والعَشْر كلَّ يومٍ ختمة، ولم يُرَ إلا في الاشتغال بعلمٍ وعبادةٍ، يُحاسِبُ نفسَهُ على كلِّ لحظة.

وكنتُ أسمعُ والدي يَحكي أنَّ أباه رأى في منامهِ رؤيا -ووالدي حَمْلٌ- أنه يُولدُ لك مولودٌ يُحيي اللهُ به السُّنة.

ولما قدِمَ إلى بغداد أُعجِبَ به البغداديون وقالوا: قدمَ علينا مِنْ دمشق ثلاثة ما رأينا مثلهم: الشيخ يوسف الدمشقي، والصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن، وأخوه أبو القاسم.

 

وحدَّثني أبي -رحمه اللهُ- قال: كنتُ يومًا أقرأ على شيخنا أبي الفتح المختار بن عبدالحميد وهو يتحدَّثُ مع جماعة بالعجمية فقال:

قدمَ علينا الوزير أبو علي[19] فقلنا: ما رأينا مثله، ثم قدم علينا أبو سعد بن السمعاني فقلنا: ما رأينا مثله، حتى قدم علينا هذا فلم نرَ مثله.

 

وقال لنا صاحبُهُ الحافظُ أبو المواهب الحسنُ بن هبة الله بن صصريى:

قال الحافظُ أبو العلاء الحسنُ بنُ أحمد المقرئ الأديبُ اللغويُّ إمامُ همذان وتلك الديار -غيرَ مدافعٍ-: أنا أعلمُ أنه لا يُساجِلُ الحافظ أبا القاسم في شأنه أحدٌ، فلو خالطَ الناسَ ومازجَهم كما أصنعُ، إذن لاجتمعَ عليه المُخالفُ والمُؤالفُ.

وقال لي يومًا آخر[20]: أي شيءٍ فُتِحَ له؟ وكيف برُّ الناس له؟ فقلتُ: هو بعيدٌ مِنْ هذا كله، لم يشتغلْ منذ أربعين سنةً إلا بالجمعِ والتصنيفِ، والمطالعةِ والتسميعِ، حتى في نُزَههِ وخلواتهِ. فقال: الحمدُ لله، هذا ثمرةُ العلم، إلا أنا قد فُتِحَ لنا ما حصلنا به الدارَ، والكتبَ، وبناءَ المسجد، ما يقرب مِنْ اثني عشر ألف دينار، هذا يدلُّ على قلة حظوظ العلماء في بلادكم.

 

ثم قال لي: ما كنّا نسمّي الشيخَ أبا القاسم ببغداد إلا شعلةَ نارٍ مِنْ توقُّدهِ، وذكائهِ، وحُسْنِ إدراكه.

 

قال[21]:

وقال لي والدي:

لم أرَ بدمشق أفهمَ للحديث مِنْ أبي محمد بنِ الأكفاني.

ولا ببغداد مثل أبي الفضل محمد بنِ ناصر، وأبي عامر العبدري، وكان العبدري أحفظهما.

ولم أرَ بخراسان مثلَ أبي القاسم الشحامى.

ولا بأصفهان مثلَ أبي القاسم التيمى الحافظ، وأبي نصر اليونارتي[22].

فقلتُ له: ما إخالُك إلا أفضلَ منهما[23]، فسكتَ)[24].

• • •


وقال الذهبي في ترجمة ابن عساكر في "سير أعلام النبلاء"[25]-وفي النقلين تكرارٌ، ولا بأس، فهو يؤكِّدُ ما سبق، ويُبيِّنُ تصرُّفَ الذهبي في النقل، ولاسيما قائمة المؤلفات كما قلتُ، وقد اختصرَ وحذفَ وقدَّمَ وأخرَ[26]-:

• • •


(نقلتُ ترجمته مِنْ خط ولدهِ المحدِّث أبي محمد القاسم بن علي، فقال:

وُلِدَ في المحرم في أول الشهر[27] سنة تسع وتسعين وأربع مئة.

وسمَّعه أخوه صائن الدين هبة الله في سنة خمس وخمس مئة وبعدها.

وارتحل إلى العراق في سنة عشرين.

وحجَّ سنة إحدى وعشرين[28].

سمع: الشريف أبا القاسم النسيب[29]، وسمع من قوام بن زيد صاحب ابن هزارمرد الصريفيني، ومن أبي الوحش سبيع بن قيراط صاحب الأهوازي، ومن أبي طاهر الحِنائي، وأبي الحسن بن الموازيني، وأبي الفضائل الماسح، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، والأمين هبة الله بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سهل الإسفراييني، وخلقٍ بدمشق.

وأقام ببغداد خمسة أعوام، يحصل العلم، فسمع من هبة الله بن الحصين، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وقراتكين بن أسعد، وأبي غالب بن البنّاء، وهبة الله بن أحمد بن الطبر، وأبي الحسن البارع، وأحمد بن مُلُوك الوراق، والقاضي أبي بكر، وخلقٍ كثيرٍ.

 

وبمكة من عبد الله بن محمد المصري الملقب بالغزال.

وبالمدينة من عبد الخلاق بن عبد الواسع الهروي.

وبأصبهان من الحسين بن عبدالملك الخلال، وغانم بن خالد، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وخلق.

وبنَيسابور من أبي عبدالله الفَراوي، وأبي محمد السيدي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم بن القشيري، وفاطمة بنت زَعْبل، وخلقٍ.

وبمَرو من يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد، وخلقٍ.

وبهَراة من تميم بن أبي سعيد المؤدِّب، وعدةٍ.

وبالكوفة من عمر بن إبراهيم الزيدي الشريف.

وبهَمَذان، وتبريز، والموصل.

وعمل أربعين حديثًا بلدانية.

 

وعددُ شيوخه الذي في "معجمه" ألفٌ وثلاث مئة شيخ بالسماع، وستة وأربعون شيخًا أنشدوه، وعن مئتين وتسعين شيخًا بالإجازة، الكل في "معجمه"[30]، وبضع وثمانون امرأة[31].

وحدَّث ببغداد، والحجاز، وأصبهان، ونَيسابور[32].

 

قال ابنُه القاسم:

رُوي عنه أشياء مِنْ تصانيفه بالإجازةِ في حياته، واشتهر اسمُه في الارض، وتفقَّه في حداثتهِ على جمال الاسلام أبي الحسن السلمي، وغيره.

وانتفعَ بصحبة جده لأمه القاضي أبي المفضل[33] عيسى بن علي القرشي في النحو، وعلَّقَ مسائلَ من الخلاف عن أبي سعد بن أبي صالح الكرماني ببغداد، ولازمَ الدرسَ والتفقُّه بالنظامية ببغداد.

وصنَّفَ وجمَعَ فأحسنَ.

 

قال[34]:

فمِنْ ذلك:

-"تاريخه" في ثمان مئة جزء[35].

 

قال:

وجمَعَ:

• "الموافقات" في اثنين وسبعين جزءًا.

• و"عوالي مالك".

• و"الذيل" عليه، خمسين جزءًا.

• و"غرائب مالك"، عشرة أجزاء.

• و"المُعجم" في اثني عشرة جزءًا[36].

 

قال:

وله:

• "مناقب الشُّبان"، خمسة عشر جزءًا.

• و"فضائل أصحاب الحديث"، أحد عشر جزءًا.

• "فضل الجمعة"، مجلد[37].

• و"تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري"، مجلد.

• و"المسلسلات"، مجلد.

• و"السُّباعيات"، سبعة أجزاء.

• "مَنْ وافقتْ كنيتُهُ كنيةَ زوجته"، أربعة أجزاء.

• و"في إنشاءِ دارِ السُّنة"، ثلاثة أجزاء.

• "في يوم المزيد"، ثلاثة أجزاء.

• "الزهادة في الشهادة"[38]، مجلد.

• "طرق قبض العلم".

• "حديث الأطيط".

• "حديث الهبوط وصحته".

• "عوالي الأوزاعي وحاله"، جزآن.

 

ومِنْ تواليف ابن عساكر اللطيفة[39]:

• "الخُماسيات"، جزء.

• "السُّداسيات"، جزء.

• "أسماء الأماكن التي سمِعَ فيها".

• "الخضاب"[40].

• "إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة".

• "المقالة الفاضحة".

• "فضل كتابة القرآن".

• "مَنْ لا يكون مؤتمنًا لا يكون مؤذنًا".

• "فضل الكرَم على أهل الحرَم".

• "في حفر الخندق".

• "قول عثمان: ما تغنيتُ".

• "أسماء صحابة المُسند".

• "أحاديث رأس مال شعبة".

• "أخبار سعيد بن عبد العزيز".

• "مسلسل العيد".

• "الأُبنة".

• "فضائل العشرة"، جزآن.

• "مَنْ نزل المِزة".

• "في الربوة والنيرب".

• "في كفر سوسية".

• "رواية أهل صنعاء".

• "أهل الحمريين".

• "فذايا، بيت قوفا".

• "البلاط".

• "قبر سعد"[41].

• "جسرين".

• "كفر بطنا".

• "حرستا".

• "دُومة[42] مع مسرابا".

• "بيت سَوا".

• "جركان"[43].

• "جديا وطرميس".

• "زملكا"[44].

• "جَوْبَر".

• "بيت لهيا".

• "برزة".

• "منين"[45].

• "يعقوبا"[46].

• "أحاديث بعلبك".

• "فضل عسقلان"[47].

• "القدس".

• "المدينة".

• "مكة".

• كتاب "الجهاد".

• "مسند أبي حنيفة ومكحول"[48].

• "العزل". وغير ذلك.

• و"الأربعون الطوال"، مُجيليد.

• و"الأربعون البلدية"، جزء.

• و"الأربعون في الجهاد".

• و"الأربعون الأبدال".

• و"فضل عاشوراء"، ثلاثة أجزاء.

• و"طرق قبض العلم" جزء.

• كتاب"الزلازل"، مُجيليد.

• "المصاب بالولد"، جزآن.

• "شيوخ النَّبل"، مُجيليد.

• "عوالي شعبة"[49]، اثنا عشر جزءًا.

• "عوالي سفيان"، أربعة أجزاء.

• "معجم القرى والأمصار"، جزء[50].

 

قال:

وأملى أربع مئة مجلس وثمانية.

 

قال:

وكان مُواظبًا على صلاة الجماعة، وتلاوة القرآن، يختمُ كل جمعة، ويختمُ في رمضان كلَّ يوم، ويعتكفُ في المنارة الشرقية، وكان كثيرَ النوافل والأذكار، يُحيي ليلة النصف، والعيدين، بالصلاة والتسبيح، ويُحاسِبُ نفسَه على لحظةٍ تذهبُ في غير طاعة.

قال لي: لما حملتْ بي أمي، رأتْ في منامها قائلًا يقولُ: تلدين غلامًا يكون له شأن[51].

وحدَّثني أنَّ أباه رأى رؤيا معناه يُولدُ لك ولدٌ يُحيي اللهُ به السُّنة.

ولما عزم على الرحلة، قال له أبو الحسن بن قبيس: أرجو أنْ يحيي اللهُ بك هذا الشأن.

وحدَّثني أبي قال: كنتُ يومًا أقرأ على أبي الفتح المختار بن عبدالحميد وهو يتحدَّث مع الجماعة، فقال: قدمَ علينا أبو علي بن الوزير، فقلنا: ما رأينا مثله، ثم قدمَ علينا أبو سعد السمعاني، فقلنا: ما رأينا مثله، حتى قدمَ علينا هذا، فلم نرَ مثله.

 

قال القاسم:

وحكى لي أبو الحسن علي بن إبراهيم الانصاري الحنبلي، عن أبي الحسن سعد الخير قال: ما رأيتُ في سنِّ أبي القاسم الحافظ مثله.

وحدَّثنا التاج محمد بن عبدالرحمن المسعودي، سمعتُ الحافظ أبا العلاء الهمذاني يقول لبعض تلامذته - وقد استأذنه أنْ يرحل - فقال: إنْ عرفتَ أستاذًا [أعلم مني] أو في الفضل مثلي، فحينئذ آذنُ إليك أنْ تسافر إليه، اللهم إلا أنْ تسافر إلى الحافظ ابن عساكر، فإنه حافظٌ كما يجب، فقلت: مَنْ هذا الحافظ؟ فقال: حافظ الشام أبو القاسم، يسكن دمشق..وأثنى عليه.

وكان يجري ذكرُه عند ابن شيخه وهو الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر الطوسي، فيقول: ما نعلمُ مَنْ يستحق هذا اللقب اليوم - أعني الحافظ - ويكون حقيقًا به سواه.

كذا حدَّثني أبو المواهب بن صصرى.

 

وقال: لما دخلتُ همذان أثنى عليه الحافظُ أبو العلاء، وقال لي: أنا أعلمُ أنه لا يُساجِلُ الحافظ أبا القاسم في شأنهِ أحد، فلو خالق[52] الناسَ ومازجَهم كما أصنعُ، إذن لاجتمعَ عليه الموافقُ والمخالفُ.

وقال لي أبو العلاء يومًا: أي شيءٍ فُتِحَ له، وكيف ترى الناس له[53]؟ قلتُ: هو بعيدٌ مِنْ هذا كله، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتصنيف، والتسميع حتى في نُزَهه وخلواتهِ، فقال: الحمد لله، هذا ثمرةُ العلم، إلا أنا قد حصل لنا هذه الدار، والكتب، والمسجد[54]، هذا يدلُّ على قلةِ حظوظِ أهلِ العلمِ في بلادِكم.

ثم قال لي: ما كان يُسمّى[55] أبو القاسم ببغداد إلا شعلة نار مِنْ توقُّدهِ، وذكائهِ، وحُسْنِ إدراكهِ.

 

وروى زينُ الأمناء، حدَّثنا ابنُ القزويني عن والده مدرس النظامية قال: حكى لنا الفَراوي قال: قدم علينا ابن عساكر، فقرأ عليَّ في ثلاثة أيام فأكثر، فأضجرني، وآليتُ أن أغلق بابي، وأمتنع، جرى هذا الخاطرُ لي بالليل، فقدم من الغد شخصٌ، فقال: أنا رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليك، رأيتُهُ في النوم، فقال: امضِ إلى الفَراوي، وقل له: إنْ قدم بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي، فلا يأخذك منه ضجر ولا ملل.

 

قال: فما كان الفَراوي يقوم حتى يقومَ الحافظُ أولًا.

قال أبو المواهب: وأنا كنتُ أذاكرُه في خلواته عن الحفاظ الذين لقيهم، فقال: أما ببغداد، فأبو عامر العبدري، وأما بأصبهان، فأبو نصر اليونارتي، لكن إسماعيل الحافظ كان أشهر منه.

فقلت له: فعلى هذا ما رأى سيدُنا مثلَ نفسه.

فقال: لا تقلْ هذا، قال الله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم)[56]، قلت: فقد قال: (وأما بنعمة ربك فحدث)[57]، فقال: نعم، لو قالَ قائلٌ: إنَّ عيني لم ترَ مثلي لصدقَ.

 

قال أبو المواهب: وأنا أقولُ: لم أرَ مثله ولا مَنْ اجتمعَ فيه ما اجتمعَ فيه مِنْ لزومِ طريقةٍ واحدةٍ مدة أربعين سنة، مِنْ لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلا مِنْ عذرٍ، والاعتكافِ في رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلُّع إلى تحصيلِ الأملاكِ وبناءِ الدُّور، قد أسقطَ ذلك عن نفسهِ، وأعرضَ عن طلبِ المناصبِ من الإمامة والخطابة، وأباها بعد أنْ عُرِضتْ عليه، وقلة التفاتهِ إلى الأمراء، وأخذِ نفسهِ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم.

 

قال لي: لما عزمتُ على التحديث واللهُ المُطَّلعُ أنه ما حملني على ذلك حبُّ الرئاسة والتقدُّم، بل قلتُ: متى أروي كلَّ ما قد سمعتُه، وأي فائدة في كوني أخلفه بعدي صحائف؟ فاستخرتُ الله، واستأذنتُ أعيانَ شيوخي، ورؤساء البلد، وطفتُ عليهم، فكلٌّ قالَ: ومَنْ أحق بهذا منك؟ فشرعتُ في ذلك سنة ثلاث وثلاثين، فقال لي والدي أبو القاسم الحافظ: قال لي جدّي القاضي أبو المفضل لما قدمتُ من سفري: اجلسْ إلى ساريةٍ من هذه السواري حتى نجلس إليك، فلما عزمتُ على الجلوس اتفقَ أنه مرضَ، ولم يقدر له بعد ذلك الخروجُ إلى المسجد...

 

إلى أنْ قال أبو محمد القاسم:

وكان أبي -رحمه الله- قد سمِعَ أشياء لم يُحصِّلْ منها نسخًا اعتمادًا على نسخِ رفيقهِ الحافظ أبي علي بنِ الوزير، وكان ما حصَّله ابنُ الوزير لا يحصِّله أبي، وما حصله أبي لا يحصله ابنُ الوزير، فسمعتُ أبي ليلة يتحدَّث مع صاحبٍ له في الجامع[58]، فقال: رحلتُ وما كأني رحلتُ، كنتُ أحسبُ أنَّ ابن الوزير يقدمُ بالكتب مثل "الصحيحين"، وكتب البيهقي، والأجزاء، فاتفقَ سكناه بمرو، وكنتُ أؤمِّل وصولَ رفيقٍ آخر له يُقال له: يوسف بن فاروا الجيّاني، ووصولَ رفيقنا أبي الحسن المُرادي، وما أرى أحدًا منهم جاء، فلا بُدَّ من الرحلة ثالثة وتحصيلِ الكتب والمُهمّات.

 

قال: فلم يمض إلا أيامٌ يسيرةٌ حتى قدمَ أبو الحسن المُرادي، فأنزله أبي في منزلنا، وقدم بأربعة أسفاط كتب مسموعة، ففرح أبي بذلك شديدًا، وكفاه اللهُ مؤنة السفر، وأقبلَ على تلك الكتب، فنسخَ واستنسخَ وقابلَ، وبقي من مسموعاته أجزاء نحو الثلاث مئة، فأعانه عليها أبو سعد السمعاني، فنقلَ إليه منها جملة حتى لم يبق عليه أكثر من عشرين جزءًا، وكان كلّما حصلَ له جزءٌ منها كأنه قد حصلَ على ملك الدنيا)[59].



[1]هو رابعُ ابنٍ يؤلِّفُ كتابًا في سيرة أبيه. انظر: "إتحاف النبيه بمَنْ ألّفَ كتابًا في سيرة أبيه" للسيد فهد العصيمي ص (2). وهو منشورٌ على شبكة الألوكة.

[2] انظر: سير أعلام النبلاء (21/ 410).

وهذا الكتاب (ترجمة القاسم بن علي بن الحسن) تأليف ابنه علي (ت: 616هـ) ممّا فاتَ "إتحاف النبيه بمَنْ ألّفَ كتابًا في سيرة أبيه".

[3] معجم الأدباء (4/ 1697-1702).

[4] قال ياقوت هنا: "وذكَرَ خلقًا مِنْ شيوخ دمشق".

وانظرْ أسماءَهم فيما سيأتي عند الذهبي.

[5] قال ياقوت هنا: "وذَكَرَ بلادًا كثيرةً يطولُ عليَّ ذكرُها من العراق، وخراسان، والجزيرة، والشام، والحجاز".

ونجد ذكرًا لأسماء هذه البلاد عند السبكي فقد قال في "الكبرى" (7/ 218):

"وارتحل إلى بلاد العجم فسمع بأصبهان، ونَيسابور، ومرو، وتبريز، ومَيْهَنة، وبيهق، وخُسْرُوجِرد، وبِسطام، ودامغان، والرَّي، وزَنْجان، وهمَذان، وأسداباذ، وجَيّ، وهراة، وبَون، وبَغْ، وبُوشَنج، وسَرْخس، ونُوقان، وسِمنان، وأَبْهَر، ومَرَند، وخُوَي، وجرباذَقان، ومُشكان، ورُوذراور، وحُلوان، وأَرْجيش، وسمع بالأنبار، والرافقة، والرحبة، وماردين، وماكسين، وغيرها من البلاد الكثيرة".

وانظرْ تفصيلًا في ذلك كذلك فيما سيأتي عند الذهبي.

[6] المؤلف القاسم ابن الحافظ.

[7] ذكرُ لفظِ كتابٍ مهمٌّ جدًّا في بيان شخصية كلِّ كتابٍ. وقد حذفَ الذهبيُّ هذا في نقلهِ كما سيأتي.

[8] هذه اللفظة من "المُعجم المفهرس" لابن حجر، برقم (1239).

[9] زيادة مني.

[10]المُنّة -بضم الميم-: القوة.

[11] لعل الصواب: الخنادق.

[12] في "ضرب الحوطة على جميع الغوطة" لابن طولون ص 471 ضمن كتاب "في ربوع دمشق": قينية.

[13] في "ضرب الحوطة على جميع الغوطة" لابن طولون ص 467 ضمن كتاب "في ربوع دمشق": دقاينة. والصواب: دقانية كما في "معجم البلدان" (2/ 458).

[14] يُحرَّرُ اسم هذا الموضع، ولم يُذكرْ عند الذهبي، لكن ذكر: جركان (وصوابه: حُردان) فهل هو المقصود؟.

[15] المؤلف القاسم ابن الحافظ.

[16] كذا، وقد يبدو من المستغرب أنْ يخرج له أحد عشر مشيخة!

وقد رجعت إلى ترجمة ابن البنّاء في "سير أعلام النبلاء" (19/ 603) فرأيت فيه: "وله مشيخة بانتقاء الحافظ ابن عساكر". فلعل المقصود: في أحد عشر جزءًا.

[17] كذا، ولعل الصواب: وآخر ما صنعه جزء...

[18] أي هذه مشروعات مؤلفات، فليُنتبه لذلك.

[19] كذا، وهو أبو علي بن الوزير.

[20] أبو العلاء يقول لأبي المواهب.

[21] المؤلف القاسم ابن الحافظ.

[22] في الأصل: البوياري.

[23] كذا بالتثنية.

[24] قال ياقوت هنا: "هذا آخرُ ما نقلتُ من هذا الجزء الذي ألفه ابنُه، وتركتُ منه ما اختصرتُه".

[25] انظر: (20/ 554-571).

[26] ويظهر هذا مِنْ مقابلة القائمتين بعضهما ببعض، وقد أشير إلى شيء من ذلك.

[27] في "خريدة القصر" (1/ 274): "وسألته عن مولده فقال: في العشر الآخر من محرم". انظر: "الحافظ ابن عساكر" للشيخ الحافظ ص 98.

[28] قال الذهبي هنا: "قلت: وارتحلَ إلى خراسان على طريق أذربيجان في سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وهو علي بن الشيخ أبي محمد الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، فعساكر لا أدري لقب مَنْ هو من أجداده، أو لعله اسم لأحدهم".

[29] قال الذهبي هنا: "وعنده عنه الأجزاء العشرون التي خرَّجها له شيخه الحافظ أبو بكر الخطيب سمعناها بالاتصال".

[30] كأنَّ هذا التفصيل في الشيوخ من الذهبي، ولم يمرَّ في نقل ياقوت.

[31] قال الذهبي هنا: "لهنَّ "معجم" صغيرٌ سمعناه.

[32] قال الذهبي هنا: "وصنَّفَ الكثير.

وكان فهمًا حافظًا متقنًا ذكيًّا بصيرًا بهذا الشأن، لا يُلحق شأؤه، ولا يُشق غباره، ولا كان له نظيرٌ في زمانه.

حدَّث عنه: معمر بن الفاخر، والحافظ أبو العلاء العطار، والحافظ أبو سعد السمعاني، وابنه القاسم بن علي، والامام أبو جعفر القرطبي، والحافظ أبو المواهب بن صصرى، وأخوه أبو القاسم بن صصرى، وقاضي دمشق أبو القاسم بن الحرستاني، والحافظ عبدالقادر الرهاوي، والمفتي فخر الدين عبدالرحمن بن عساكر، وأخواه زين الأمناء حسن، وأبو نصر عبدالرحيم، وأخوهم تاج الأمناء أحمد، وولده العز النسابة، ويونس بن محمد الفارقي، وعبدالرحمن بن نسيم، والفقيه عبدالقادر بن أبي عبدالله البغدادي، والقاضي أبو نصر بن الشيرازي، وعلي بن حجاج البتلهي، وأبو عبدالله محمد بن نصر القرشي ابن أخي الشيخ أبي البيان، وأبو المعالي أسعد، والسديد مكي ابنا المسلم بن علان، ومحمد بن عبدالكريم بن الهادي المحتسب، وفخر الدين محمد بن عبدالوهاب بن الشيرجي، وأبو إسحاق إبراهيم وعبد العزيز ابنا أبي طاهر الخشوعي، وعبدالواحد بن أحمد ابن أبي المضاء، ونصر الله بن عبدالرحمن بن فتيان الأنصاري، وعبدالجبار بن عبدالغني بن الحرستاني، ومحمد بن أحمد الماكسيني، ومحاسن بن أبي القاسم الجوبراني، وسيف الدولة محمد بن غسان، وعبدالرحمن بن شعلة البيت سَوائي، وخطاب بن عبدالكريم المزي، وعتيق ابن أبي الفضل السلماني، وعمر بن عبدالوهاب بن البراذعي، ومحمد بن رومي السقباني، والرشيد أحمد بن المسلمة، وبهاء الدين علي بن الجميزي، وخلق.

وقد روى لشيوخي نحوٌ مِنْ أربعين نفسًا مِنْ أصحابِ الحافظ أفردتُ لهم جزءًا.

وكان له إجازات عالية، فأجاز له مسند بغداد الحاجب أبو الحسن بن العلاف، وأبو القاسم بن بيان، وأبو علي بن نبهان الكاتب، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وغانم البرجي، وأبو علي الحداد المقرئ، وعبدالغفار الشيروي صاحب القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، وخلق سواهم، أجازوا له وهو طفل".

[33] عند ياقوت: الفضل.

[34] أي المؤلف القاسم ابن الحافظ

[35] قال الذهبي هنا: "قلتُ: الجزء عشرون ورقة، فيكون ستة عشر ألف ورقة".

[36] قال الذهبي هنا: "قلت: هو رواية مجردة لم يترجم فيه شيوخه".

[37] التعبير بمجلد ومُجيليد من الذهبي، والقاسم يعبِّر بالأجزاء.

[38] لم يذكر في نقل ياقوت.

[39] هذه الجملة من تعبير الذهبي.

[40] لم يذكر في نقل ياقوت.

[41] ذكر عند ياقوت باسم: "ومن حديث سعد بن عُبادة، جزء". ويوجد في الغوطة قبر لابن سعد بن عبادة يعرف عند الناس بقبر سعد كما أفاد الشيخ محمد مطيع الحافظ.

قلت: ولعل الذهبي يقصد أنَّ هذا الجزء أملي عند القبر المنسوب إلى سعد.

[42] في الأصل: دوما.

[43] الصواب: حُردان. انظر حاشية "النبلاء" (20/ 561).

[44] لم يذكر في نقل ياقوت.

[45] لم يذكر في نقل ياقوت.

[46] لم يذكر في نقل ياقوت.

[47] لم يذكر في نقل ياقوت.

[48] هذه الكتب الخمسة هي مشروعات لم تتم. كما هو واضح في كلام القاسم المنقول عند ياقوت.

[49] لم يذكر في نقل ياقوت.

[50] قال الذهبي هنا: "وسرَدَ له عدة تواليف".

[51] للرؤيا عند تاج الدين السبكي تتمة وهي: "فإذا ولدتيه فاحمليه إلى المغارة -يعني مغارة الدم بجبل قاسيون- يوم الأربعين من ولادته، وتصدَّقي بشيء فإن الله تعالى يبارك لك وللمسلمين فيه. ففعلت ذلك كله". انظر: طبقات الشافعية الكبرى (7/ 219).

[52] كذا، وعند ياقوت: خالط.

[53] كذا، وعند ياقوت: وكيف بر الناس له؟.

[54] النص عند ياقوت: "إلا أنا قد فُتِحَ لنا ما حصلنا به الدارَ، والكتبَ، وبناءَ المسجد، ما يقربُ مِنْ اثني عشر ألف دينار...".

[55] في "معجم الأدباء": نُسمِّي.

[56] النجم: 32.

[57] الضحى: 11.

[58] عند السبكي (7/ 220): "في ضوءِ القمر في الجامع".

[59] وتتمة الترجمة نقلها الذهبي مِنْ مصادر أخرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ابن عساكر (تراجم أسماء متشابهة)
  • مجلس في فضل شهر رمضان لابن عساكر
  • من لطائف الإمام ابن عساكر في رواية الكتب

مختارات من الشبكة

  • إعادة افتتاح المسجد الكبير بمنطقة Pridvorici في البوسنة والهرسك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • افتتاح مسجد بمقاطعة بالتاسينسكي بعد إعادة ترميمه(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إستراتيجية إعادة السرد بين قرائية مصر وقرائية المغرب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عقبات تحول دون إعادة توطين اللاجئين المسلمين في أراضيهم في الشمال السيرلانكي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إعادة تصدير ابن رشد(مقالة - المترجمات)
  • الاستشراق والحضارة الإسلامية من النص الشرعي إلى إعادة كتاب التاريخ (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • إعادة النظر في كتاب أصوات المدينة: اللسانيات الاجتماعية الحضرية أو لسانيات المدينة؟ - لويس جان كالفي(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إعادة بناء وتطوير مركز إسلامي بمدينة Walsall(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أريد إعادة بناء شخصيتي(استشارة - الاستشارات)
  • أستراليا: خطط إعادة بناء المدرسة الإسلامية لزيادة سعتها(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- دعاء
د.علي شكر - بغداد-العراق 09-09-2016 08:09 AM

جزاك الله بألف خير.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب